vendredi 22 juillet 2011

سقوط امبراطورية ميردوخ المعادية للعرب

سقوط امبراطورية ميردوخ المعادية للعرب
رأي القدس
2011-07-21


تعيش الاوساط الصحافية قبل السياسية في بريطانيا حالة من الارتياح غير المسبوق بعد انفضاح، وربما قرب انهيار، امبراطورية روبرت ميردوخ الاعلامية، بفعل ممارسات غير اخلاقية، وغير قانونية، بالتجسس على اكثر من 1500 شخص في بريطانيا وخارجها من كبار الشخصيات السياسية والفنية، بمن في ذلك غوردون براون رئيس وزراء بريطانيا السابق.
ميردوخ كان صانعا للملوك، وهو الشخص الذي كان يقرر هوية رئيس وزراء بريطانيا القادم، فاذا دعم حزب المحافظين اليميني فانه سيصل الى السلطة، وعلى حساب حزب العمال غريمه، والعكس دائما صحيح، فالرجل يتمتع بقدرات خارقة في التأثير سلبا او ايجابا على الخارطة السياسية البريطانية.
امبراطورية ميردوخ العالمية تمتد من الولايات المتحدة الامريكية في اقصى الغرب الى استراليا في اقصى الشرق، وتسيطر على محطات تلفزة عالمية مؤثرة مثل 'فوكس نيوز' و'سكاي'، وتصدر صحفا مثل 'صنداي تايمز' و'الصن' و'وول ستريت جورنال' و'نيوز. اوف ذا وورلد' التي تعرضت للاغلاق مؤخرا بفعل فضيحة التنصت.
هذا الاخطبوط الاعلامي بات يسيطر على نصف توزيع الصحف في بريطانيا، بينما تعتبر محطته 'فوكس نيوز' التلفزيونية الاكبر من حيث المشاهدة في الولايات المتحدة الامريكية، بحيث باتت تشكل الرأي العام الامريكي وفق رؤية وبرنامج صاحبها، الامر الذي جعل من ميردوخ اكثر الشخصيات مهابة ونفوذا في العالم الغربي باسره، والاكثر تأثيرا في العالم.
واذا وضعنا في اعتبارنا ان المستر ميردوخ حليف اساسي لاسرائيل والصهيونية العالمية، ومن اكثر الداعمين للسياسات العدوانية الاسرائيلية ضد العرب والمسلمين، فاننا يمكن ان نتحسس حجم الضرر الذي لحق بنا كافة من جراء تحالفه هذا، وتكفي الاشارة الى انه كان من ابرز المؤيدين لغزو العراق واحتلاله، والداعمين لحروب اسرائيل ضد العرب في لبنان وقطاع غزة.
بريطانيا تعيش حالة صدمة غير مسبوقة، فلم تتوقع اوساطها السياسية والاعلامية ان تفيق يوما لتشاهد مسلسل فضائح التنصت هذه تتوالى الواحدة تلو الاخرى، مؤسسة اعلامية كبرى تستأجر مخبرين وفنيين تتجسس على هواتف 3000 انسان وتسجل مكالمات ورسائل نصية، وتقدم رشاوى مالية لكبار الضباط في اجهزة الامن، وتوظف بعضهم لتسهيل هذه الممارسات غير الاخلاقية وغير القانونية.
شعار مؤسسة ميردوخ كان دائما مكافحة الفساد وفضح الخارجين على القانون، وضبط السلوك العام، ليكتشف المواطن البريطاني انها اكثر مؤسسة تخترق القانون، ومتورطة في الفساد، ومنخرطة في اعمال تتنافى كليا مع قيم العالم الحر ومبادئه الاساسية.
روبرت ميردوخ الذي سيقف امام لجنة تحقيق بريطانية للاجابة على الكثير من اسئلة محققيها، نشر اعتذارا على صدر الصحف البريطانية جميعا، يعترف فيه صراحة بانه اخطأ، واقدم على ممارسات غير قانونية وانه يتحمل المسؤولية كاملة عن كل ما حدث.
الاعتذار لا يكفي بالمقارنة مع حجم الضرر الذي الحقه هذا الامبراطور المزيف بمهنة الصحافة، والضربة القاتلة التي وجهها الى نزاهة الاعلام ومصداقيته، وقد اعترف نفسه باعلانه المنشور بان الاعتذار لا يكفي، فكيف نقبله منه بعد كل هذا الضرر؟
من حقنا كعرب ومسلمين، ان نكون الاكثر احتفالا بسقوط امبراطورية الفساد والتضليل هذه، لان هذه الامبراطورية، وبفضل انحياز صاحبها لاسرائيل وعدوانها وممارساتها الارهابية، الحقت بقضايانا العادلة اضرارا اضعاف مثيلاتها في بريطانيا والعالم باسره.
هذا الرجل، اي ميردوخ، كان قوة مهابة يخشى الكثيرون الاقتراب منها بسبب قدراتها التدميرية غير العادية، وها هو يسقط بطريقة مخجلة ومهينة، ونأمل ان تسقط امبراطورية وسلطة اللوبي الصهيوني التي كانت هذه الامبراطورية اقوى اعمدة قوته وارتكازه بالطريقة نفسها، وهو الذي ساند دائما العدوان على امتنا وشوه قضايانا العادلة.
source alkouds