mercredi 18 mai 2011

قصف واشتباكات بذكرى النكبة

قصف واشتباكات بذكرى النكبة

فلسطينيون أثناء مواجهات مع قوات الاحتلال في الخليل (الفرنسية)

أحيا الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة مسيرات حاشدة لإحياء الذكرى الـ63 للنكبة رفعوا خلالها العلم الفلسطيني وشعارات تؤكد حق العودة، فيما وضعت إسرائيل أجهزتها الأمنية في حالة تأهب قصوى ونشرت الآلاف من عناصرها في القدس الشرقية ومناطق أخرى بمناسبة هذه الذكرى.

وأفاد مراسل الجزيرة في غزة ثامر المسحال أن قصفا مدفعيا لإسرائيل على المتظاهرين أدى لإصابة 15 متظاهرا فلسطينيا قرب بلدة بيت حانون شمال غزة.

وقال المراسل إن العديد من الإصابات في صفوف الأطفال، مشيرا إلى أن المتظاهرين كانوا متوجهين نحو حاجز بيت حانون (إيرز) شمال الشريط الحدودي بين القطاع وإسرائيل عندما تعرضوا للقصف.

وفي الضفة الغربية قالت مراسلة الجزيرة جيفارا البديري إن مسيرات حاشدة وغير مسبوقة خرجت اليوم في رام الله لإحياء ذكرى النكبة بمشاركة آلاف الفلسطينيين، مشيرة إلى أن البعض من المتظاهرين توجهوا إلى حاجز قلنديا في محاولة لاجتيازه والوصول إلى القدس، لكن الشرطة الإسرائيلية تصدت لهم.

فلسطيني يرشق الحجارة نحو قوات الاحتلال (رويترز)
وأكدت المراسلة إصابة العديد من الفلسطينيين بحالات اختناق جراء أعيرة مطاطية أطلقها عليهم جنود الاحتلال في مواجهات عند حاجز قلنديا.

وأشارت إلى أن دعوات صدرت لتنظيم مسيرات أخرى باتجاه الحواجز العسكرية الإسرائيلية في وقت لاحق اليوم.

وأكدت المراسلة أن المتظاهرين ورددوا هتافات "الشعب يريد إنهاء الاحتلال" و"لا تنازل عن حق العودة".

وفي القدس قال مراسل الجزيرة وليد العمري إن عشرات الجرحى سقطوا في إطلاق نار على متظاهرين في الجولان المحتل، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال أعلنت بلدة مجدل شمس منطقة مغلقة. وفي وقت لاحق ذكرت وكالة أسوشيتد برس أن أربعة قتلى سقطوا في الجولان المحتل.

وفي لبنان قالت مراسلة الجزيرة إن قوات الاحتلال أطلقت النار في الهواء بعد تقدم متظاهرين باتجاه السياج الحدودي عند بلدة مارون الراس.

وعلى الجانب المصري قال مراسل الجزيرة في العريش سمير عمر إن الأمن المصري عزل مدينة رفح عن باقي سيناء ومنع مرور شباب الثورة من الوصول إليها للمساهمة فيما يعرف باسم "يوم الزحف".

تأهب إسرائيلي
وتزامنت هذه التطورات مع تأهب إسرائيلي في القدس الشرقية ومناطق أخرى متاخمة للأراضي الفلسطينية المحتلة.

الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرا فلسطينيا أثناء مواجهات في إحدى قرى الضفة (الفرنسية)
وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد إن الآلاف من عناصر الشرطة انتشروا منذ صباح اليوم في المناطق الحساسة وخصوصا في القدس الشرقية ومنطقة وادي عارة في الجليل شمال إسرائيل، وهي منطقة تقطنها غالبية عربية.

وأضاف أن عناصر الشرطة وضعت في حالة تأهب قصوى من أجل السماح بحصول المظاهرات، لكنه شدد على عدم السماح لما سماه أي خرق للنظام العام.


وأعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي السبت عن إغلاق الضفة الغربية ابتداء من منتصف الليلة الماضية وحتى صباح غد ومنع خروج الفلسطينيين من الضفة باستثناء حالات إنسانية.

ورفع الجيش والشرطة الإسرائيلية حالة التأهب في صفوف قواته عند الحدود مع لبنان بعد الإعلان عن تنظيم مظاهرة في قرية مارون الراس اللبنانية، فيما قالت أجهزة الأمن الإسرائيلية إن مواطنين عربا من إسرائيل يخططون لتنظيم تظاهرة في الجانب الإسرائيلي من الحدود وقبالة القرية اللبنانية.

كذلك أعلنت حالة التأهب في صفوف الجيش والشرطة عند معبر جسر اللنبي بين إسرائيل والأردن بعد الإعلان عن مسيرة تنطلق من داخل الأراضي الأردنية باتجاه المعبر.

ورفع الجيش الإسرائيلي حالة التأهب في صفوف قواته عند الحدود مع مصر.

وعززت الشرطة الإسرائيلية من تواجد قواتها في المدن والقرى العربية داخل الخط الأخضر التي ستجري فيها تظاهرات، وكانت قد جرت مظاهرة في مدينة يافا أمس شارك فيها أكثر من ألفي شخص رفعوا خلالها الأعلام الفلسطينية ودعوا إلى عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هُجروا منها في العام 1948.

هنية اعتبر أن الوحدة الفلسطينية أساس لتحقيق النصر والتحرير وعودة اللاجئين لوطنهم (رويترز)
تصريحات هنية
في غضون ذلك أكد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية تمسك الفلسطينيين بحق اللاجئين في العودة إلى أراضيهم التي هجرتهم منها إسرائيل عام 1948، معتبراً أن الوحدة الفلسطينية تقربهم من تحقيق الأهداف الكبرى.

وقال هنية في كلمة له في ذكرى النكبة عقب صلاة فجر اليوم في المسجد العمري الكبير بغزة إن هناك متغيرات ستؤدي لانهيار المشروع الصهيوني في فلسطين وانتصار مشروع الأمة، وحدد المتغيرات في توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية، والثورات العربية والوعي الفلسطيني والعربي.

ورأى رئيس الحكومة المقالة أن الفلسطينيين أمام باكورة التحرير الحقيقية مطالباً بالتمسك بثلاث مرتكزات لتحقيق التحرير. وحدد هذه الركائز بأنها وحدة المرجعية للقيادة الفلسطينية، وحماية الوحدة الوطنية، وعون الأمة في المجالات المختلفة.

وجدد هنية رفض الاعتراف بإسرائيل، مشدداً على أن النصر آت والدولة آتية، واللاجئون عائدون والاحتلال إلى زوال.

من جهتها أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن الاتفاق بين الفصائل والقوى الفلسطينية وطيّ صفحة الانقسام في "أجواء الربيع العربي الداعم لخيار المقاومة، خير خبر يُزف في ذكرى النكبة"، وشددت على أن توحَّد الصف واجتماع الكلمة دفاعاً عن الأرض والمقدسات هو السبيل للحرية والعودة.

وفي لبنان دعا "تيار المستقبل" إلى التمسك بمبادرة السلام التي كان ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز قد أطلقها، وتحصينها، وكرر رفضه لتوطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وأكد أنه "لا عودة عن حق العودة".
aljazira