mardi 31 mai 2011

إحباط محاولة لمهاجمة مستشفى شرم الشيخ.. وبكاء هستيري ينتاب مبارك اثناء التحقيق معه

إحباط محاولة لمهاجمة مستشفى شرم الشيخ.. وبكاء هستيري ينتاب مبارك اثناء التحقيق معه

حسنين كروم
القاهرة - 'القدس العربي': ازدحمت الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والأحد بالأخبار والموضوعات الكثيرة والمثيرة أهمها ردود الأفعال على نجاح الحشد الذي تم يوم الجمعة في ميدان التحرير وفي الإسكندرية رغم إعلان المجلس العسكري عدم وجود الجيش والشرطة في الميدان، منعاً لمؤامرة قال ان هناك من يدبرونها لإحداث صدام بين الجيش والشعب، وإعلان الإخوان المسلمين رفضهم هم والسلفيون المشاركة فيها، بل وقيام الفريقين بدعايات تتهم الداعين لها والمشاركين فيها بالكفر، كما قال البعض - فقد تم الحشد، ونجح الشباب في الحفاظ على الهدوء وتأمين التجمعات، وهو ما اعتبره البعض مؤشرا لبدء انحسار نفوذ الإخوان والسلفيين وعبر عن تلك الفرحة زميلنا وصديقنا الرسام الموهوب عمرو سليم، إذ كان رسمه امس في 'الشروق' عنوانه - الثورة مستمرة بدون الإخوان - والرسم لكلمة الثورة، والتاء المربوطة في آخرها على هيئة لحية ويد تمسك ماكينة حلاقة لإزالة شعرها، وهذا كرم منه وفضل إذ حلق لحاهم دون أن يأخذ منهم أجرا، والخلافات الدائرة الآن8
باختصار، أن هناك تيارا يزداد قوة يطالب بتأجيل انتخابات مجلس الشعب المقرر اجراؤها في سبتمبر القادم، ووضع الدستور أولا، لإعطاء فرصة للقوى الجديدة بتشكيل أحزابها، لأن الساحة الآن لا توجد فيها قوى منظمة إلا الإخوان والسلفيين، والإخوان يدركون أن عدم إجراء الانتخابات بسرعة سيؤدي الى إضعافهم الى حد كبير، وكذلك السلفيون وما يقال بعد ذلك عن أن التأجيل وتشكيل مجلس رئاسي مدني، أو استمرار المجلس العسكري لفترة انتقالية ليست إلا حججا لإخفاء جوهر الخلاف، وأحس بأن هناك شيء ما يتم الإعداد له، للخروج من هذا المأزق، لأن المجلس العسكري رغم إعلاناته المتكررة بأنه على مسافة واحدة من الجميع يريد أن ينفي عن نفسه اتهامات الانحياز للإخوان، وأصدرت المحكمة الإدارية العليا حكماً في قضية قطع اتصالات الانترنت والمحمول، بتغريم مبارك مائتي مليون جنيه والعادلي وأحمد نظيف أربعين مليون فقط لخزينة الدولة تعويضا لخسائرها، على أن يتم دفعها من مالهم الخاص، واستدعاء الكسب غير المشروع لزميلتنا بـ'الأهرام' إلهام شرشر زوجة حبيب العادلي بسؤالها، كما تأكد أن الزوجة الثالثة لأحمد عز خديجة ابنة نقيب الأشراف الراحل أحمد ياسين هاربة، وقد أبدى الشيخ علاء أبو العزايم شيخ الطريقة الصوفية العزمية شماتته فيهم بقوله امس لزميلنا بجريدة 'روزاليوسف' صبحي مجاهد: 'قام نقيب الأشراف الراحل الشيخ أحمد كامل ياسين بالاتصال بصهره رجل الأعمال أحمد عز يطلب من حبيب العادلي وزير الداخلية إلغاء الاحتفال بمولد الزهراء، لكن كرامة الست ظهرت جلياً في مصر، فالعادلي وعز محبوسان حالياً تزامناً مع الاحتفال بمولدها أنه ذكر حينها آن آل البيت 'مش هيسبوهم' وبالفعل زالت الغمة ودخل كلاهما السجن'.
وإلى بعض مما عندنا:

مطالبة بإعادة مشروع الكوبري
بين شرم الشيخ والسعودية

ونبدأ بردود الأفعال التي تنهمر كالسيول على صفحات الصحف عن مبارك وأسرته ورجال نظامه وخاصة بعد قرار النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود إحالته هو وابنيه علاء وجمال ورجل الأعمال الهارب حسين سالم إلى محكمة الجنايات، حيث نزل الخبر على قلوب الناس بردا وسلاما، ولذلك تذكر زميلنا بـ'الأخبار' محمد عبدالحافظ يوم الخميس، مشروعا كان مبارك قد عطل تنفيذه، وهو كوبري يصل مصر بالسعودية فوق البحر الأحمر، من شرم الشيخ إلى ضبا، وطالب بإعادة بحث تنفيذه بقوله: 'الرئيس المخلوع مبارك لأنه فرعون، وكان يتعامل مع مصر على أنها عزبة 'آل مبارك' فقد اختار شرم الشيخ كلها لتصبح منتجعه الخاص بعد التقاعد وتوريث ابنه للحكم!، ولهذا السبب منع بناء جسر يربط مصر بالسعودية ما بين 'شرم الشيخ وضبا' حتى تظل شرم منطقة نائية تليق بمنتجع صاحب العزبة رغم أهمية هذا المشروع في التنمية والاستثمار، وتقليل نفقات الحج والعمرة بالإضافة الى انه كان سيصبح طريقا تجاريا دوليا. آن الأوان لحكومة د. عصام شرف الانتقالية المؤقتة لكي تفتح ملف هذا الجسر من جديد، وليكن هذا هو أول مشروعات الثورة وبدلا من أن تكون المساعدات السعودية لمصر أموالاً تصبح مشروعا يعود على البلدين بالنفع، ولتبدأ الاتصالات من الآن، فدراسات المشروع موجودة في الأدراج، هذا المشروع سيحول حلم مبارك لكابوس، وسيحيي حلم كل المصريين.
نفسنا نشوف حاجة ايجابية لحكومة شرف غير 'الطبطبة'.
والذي يحفظه عبدالحافظ، عن قصة الجسر، أن فكرته ومشروعه بدآ عندما كان الدكتور عصام شرف وزيرا للنقل، ونشرت تفاصيله وفوائده بل ونشر أيضا أن خادم الحرمين الشريفين أعطى إشارة البدء لإقامة قواعد الجسر في الجانب السعودي، وفجأة تكهرب الجو في مصر، وغضب مبارك غضباً شديدا، ونشر أن الجسر ومداخله ومخارجه في شرم الشيخ ستقضي على ميزتها الهادئة، والأخطر أنه سيكون فرصة للإرهابيين من القاعدة للوصول بسهولة إلى مصر، وكذلك تهريب الأسلحة.

رفض واسع للعفو عن مبارك

ومن الذين رفضوا العفو عن مبارك من زملائنا بـ'الأخبار' في ذلك اليوم - الخميس - كان محمود عطية الذي صاح في وجوه المطالبين به: 'يطلبون العفو لأنه مصاب 'بالمرض الوحش' ولا ينزعج الرئيس المخلوع ولا ينفي تهمة إصابته بالمرض، وتزيد 'ماما سوزان' قائلة انه رجل كبير ومريض، وكأنها تبلغنا ما لم نكن نعرفه، ونسيت أنهما تآمرا على الشعب بترك الرئيس المخلوع يحكمنا وهو رجل كبير ومريض، وهي تهمة كبرى وهي إخفاء حقيقة مرض الرئيس المخلوع وكان يجب إبلاغ الشعب بها! ويصدمنا الرئيس المخلوع ايضا حين يتحسر على أبنائه ويكذب قائلاً: 'إنهما لم يأخذا حظهما في الحياة'، وهو يعلم إنهما أخذا حظهما وحظنا وحظ كل الشعب المصري، ومع ذلك أنا لا أدري لماذا يكذب الرئيس المخلوع، ونتلكأ معه؟!'.

نظرة قانونية حول جرائم
مبارك وكيفية محاكمته

المهم ان جريدة 'اللواء الإسلامي' ناقشت مسألة العفو عن مبارك في تحقيق لزميلتنا أميرة إبراهيم جاء فيه: 'يقول الدكتور حامد أبو طالب عميد كلية الشريعة والقانون الاسبق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، جرائم القتل من الجرائم التي ينظم عقوبتها القانون العام، والتي لا يجوز فيها العفو عن الجاني، ومن باب أولى لا يجوز العفو عن رئيس الجمهورية الذي أخل خللا جسيما بواجباته ومسؤوليته عن حماية أرواح المواطنين، بل إنه كان سببا مباشرا للأمر بقتلهم، وإزهاق أرواحهم كما شاهدنا جميعا ما حدث لأبنائنا زهرة شباب مصر أثناء أحداث ثورة 25 يناير، ومن قبل تسبب في قتل الآلاف سواء في عبارة السلام بدون ذنب ارتكبوه، وضاع أيضا حقهم بلا مقابل ولم يتم سجن الجاني في تلك الكارثة التي راح ضحيتها أكثر من ألف مصري، وكذلك في حادث قطار الصعيد والذي ضاعت فيه أرواح الفقراء والمساكين حيث لقي ما يزيد على ألف وثلاثمائة مواطن مصري حتفهم، كل هذه الجرائم وغيرها الكثير هو مسؤول عنها مسؤولية مباشرة أو غير مباشرة، ومن ثم فلا يجوز العفو عنه، فالعفو إنما يكون في الحقوق الخاصة لشخص على آخر.
ويؤكد الدكتور عبدالفتاح إدريس رئيس قسم الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر: أنه لا يملك أحد ممن بيدهم السلطة الآن سواء نظام الحكم أو القضاء أن يعفو عمن ثبتت إدانته في جرائم القتل، وذلك لأن الحق في العفو عن الدم في جرائم القتل العمد للمتظاهرين هم أولياء الدم، يضاف الى هذا أن المصابين في هذه الجرائم بلغوا عدة آلاف، فهؤلاء جميعاً لهم الحق أن يعوضوا عما أصابهم في أبدانهم سواء كانت هذه الإصابة في العين أو في الرأس أو نحوهما من أعضاء البدن، وهذه التعويضات قد تصل الى دية النفس، فضلا عن هذا فإن هؤلاء المصابين قد أصيبوا بعاهات تعجزهم عن مزاولة العمل مستقبلا.
ومنهم من أصبح في غيبوبة دائمة بسبب اختراق الرصاص الحي خلايا مخه، فأصبح عاجزا عن إدراك ما يدور حوله، ومثل هذا قد يستحق دية نفس كاملة ولا يملك أحد أن يعفو عمن أصاب هؤلاء المتظاهرين إلا الذين أصيبوا وأولياء الدم في حال المقتولين في هذه الثورة، وقد قتلوا عمدا بأمر مباشر.
ويقول المستشار ياسر نصر نائب رئيس محكمة النقض، أن نظام دفع الدية الذي يطالب بأن يقوم به الرئيس المخلوع لكي يعفو أولياء الدم، هو من المقرر في الشريعة الإسلامية، الدية يوقعها القاضي على الجاني في جرائم مثل القتل العمد والشروع فيه والقتل الخطأ والإصابة الخطأ، وهو معمول به في البلاد التي تطبق الشريعة الإسلامية بشكل مباشر ولكن في مصر المشرع يقضي بنظام التعويض إذا قبل أولياء الدم بذلك، وهو قريب من نظام الدية المقررة في نظم الشريعة، ويجب أن يفهم أنه ليس من حق الحاكم أو الدولة أن تفرض نظام الدية على أهل القتيل من الناحية الشرعية، وإنما يتم برضاهم جميعا حتى أنه لو فرض أن الكل قد رضوا بالدية ماعدا واحد فإنه لا تأخذ الدية في القتل العمد بل ينفذ القصاص وهو الإعدام'.

هل اصبح افلات مبارك من الاعدام
مرهون باستلام الاخوان والسلفيين الحكم؟

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وهكذا دارت الأيام على مبارك، وأصبح إفلاته من الإعدام مرهونا بوصول الإخوان المسلمين والسلفيين للحكم، وإعلانهم تطبيق الشريعة الإسلامية كاملة بما فيها الحدود، ويومها يمكن العفو عنه، ولهذا فهمنا الآن فقط، لماذا يتوعد الإخوان والسلفيون وفلول الحزب الوطني في المطالبة بسرعة إجراء انتخابات مجلس الشعب وعدم تأجيلها، كما تطالب القوى الأخرى وخوضها حين ميسرة.
لكن المفاجأة الحقيقية جاءت من تحقيقات النيابة العامة مع مبارك في قضية قتل المتظاهرين المتهم فيها، وهي توضح عدم مسؤوليته عنها، فيوم السبت، انفردت 'المصري اليوم' بنشر أجزاء من التحقيقات التي رأسها المستشار مصطفى سليمان مع مبارك في مستشفى شرم الشيخ، وكان حاضرا محاميه فريد الديب، وفي الحقيقة فلا نعلم ان كان مصدر تسريب التحقيق في إطار ارضاء بعض الصحف بعد الانفراجات التي تميزت بها الأخبار، أم أن مصدره فريد الديب ، او النيابة، المهم أن الجزء الذي حصل عليه زميلنا أحمد شلبي كان: - ما الأوامر التي أصدرتها للتعامل مع تلك المظاهرات؟
- حدث ان طلبت عقد اجتماع عاجل يوم 25 يناير الماضي قبل الثورة، وحضره وزراء الداخلية والدفاع وعدد من الشخصيات برئاسة الجمهورية، مثل زكريا عزمي وعمر سليمان، وخلال الاجتماع كانت تعليماتي لحبيب العادلي بأن يلتزم الهدوء وضبط النفس، وعدم التعامل بعنف، والتقليل من حجم المظاهرات واخطاره بنتائج التعامل أولا بأول، وحماية المنشآت العامة والمواطنين.
- وهل أخطرت وزير الداخلية الأسبق بأن هناك المئات من الشهداء سقطوا قتلى خلال المواجهات أيام الثورة؟
- كانت الاخطارات التي تأتي إليّ تؤكد أن هناك قتلى، لكن من الشرطة والبلطجية، وكانت المعلومات التي تصل إليّ أن أفرادا من البلطجية اقتحموا أقسام الشرطة في محافظات مختلفة والسجون واستولوا على الأسلحة، وأن أفرادا من الشرطة تعاملت معهم، ونتج عن ذلك سقوط قتلى.
- ألم تعلم من خلال القنوات التليفزيونية المصرية والأجنبية أن هناك شهداء سقطوا في مناطق مختلفة من المحافظات؟
- أنا لم أكن أتابع التليفزيونات ولا الصحف، وكنت فقط أتابع وكالات الأنباء الأجنبية.
- ألم تذكر تلك الوكالات أن هناك المئات من الشهداء'؟
- وقال أحمد نقلا عن التحقيقات:
'وتوقفت التحقيقات بسبب بكاء المتهم محمد حسني مبارك حيث اضطر المحقق الى ايقافها لإمهاله بعض الوقت للراحة وخلال التوقف، أجرى الأطباء بعض الفحوصات الطبية له، ولاحظت النيابة من خلال الأطباء، سرعة تذبذب ضربات قلبه وإصابته بحالة هستيرية من البكاء استمرت قرابة نصف ساعة، وبعدها تم استكمالها'.
ورد المتهم بأنه لم يكن يعلم بما قالوه وأن ما يحدث في الشارع كان يصله من خلال تقارير الداخلية والأمن القومي والمخابرات ورئاسة الجمهورية'.
ونفى مبارك علمه بقتل المتظاهرين أو انه أصدر أوامر بذلك، مستخدما كلمة - محصلش.

هل وشى سليمان بالرئيس فعلا؟

وجاء في تحقيق زميلنا أحمد شلبي قوله وهو يقصد جريدة 'الأخبار': 'تثبت ملفات التحقيقات عدم صحة ما تناقلته بعض الصحف من اعتراف عمر سليمان رئيس المخابرات العامة السابق نائب رئيس الجمهورية السابق، بأنه اعترف بأن الرئيس السابق كان على علم بقتل المتظاهرين، وأنه كان يستطيع إصدار قرار بوقف إطلاق الرصاص، ونفت التحقيقات إصدار الرئيس السابق أي أوامر بإطلاق الرصاص على المتظاهرين وأكد عمر سليمان في التحقيقات بشأن قضية قتل المتظاهرين على ما قاله الرئيس السابق بشأن الاجتماع الذي جرى يوم 25 يناير. وقال سليمان ان الرئيس السابق أعطى تعليماته للعادلي بضبط النفس وعدم التعامل بعنف مع المتظاهرين وأكد انه لو علم الرئيس السبق بالتجاوزات التي حدثت لما كان وافق عليها وكشف سليمان عن مفاجأة في التحقيقات، إذ أكد أن مبارك ترك لوزارة الداخلية التعامل مع المتظاهرين، وأن وزير الداخلية حبيب العادلي اقترح قطع اتصالات الانترنت للتقليل من المتظاهرين، ولم يعترض الرئيس السابق'.
وكما قلت: فلا نعرف مصدر التسريب، المحامي فريد الديب أم أحد في النيابة، والمشكلة هنا أن مبارك كان على علم تام بوجود قتلى في المظاهرات، وموافقته على التصدي لها اما أن يقنعوه بأنهم ليسوا متظاهرين، وانما رجال شرطة وبلطجية فهذا لا يثبت عدم مسؤوليته، خاصة انه اعترف بوصول تقارير إليه من الأمن القومي والمخابرات العامة ورئاسة الجمهورية، بالإضافة لوكالات الأنباء الأجنبية، ويستحيل ان تقارير الأجهزة الثلاثة الأمن القومي والمخابرات العامة ورئاسة الجمهورية، كانت صورة طبق الأصل من تقارير الداخلية بأن القتلى من رجال الشرطة والبلطجية، ومن الممكن أن تتوافق تقارير رئاسة الجمهورية مع تقارير الداخلية في إطار عملية تضليل مبارك عن الحقيقة، إذا كان صادقا في انه لم يصدر تعليمات لحبيب العادلي بإطلاق النار على المتظاهرين، ولكن لا أتخيل ان لا تذكر تقارير الأمن القومي والمخابرات - على الأقل - ما كانت تنقله القنوات التليفزيونية وما يراه رجالها في الميدان، من قتل للمتظاهرين في الميادين والشوارع.
ومن الواضح أن دفاع مبارك يحاول على الأقل إخراجه من تهمة التورط في إصدار الأوامر بقتل المتظاهرين لأن فيها إعداما أو مؤبدا، أما القضايا الأخرى مثل دوره في تصدير الغاز لإسرائيل بأسعار أقل من الأسعار العالمية، واستغلال النفوذ والكسب غير المشروع، فقضايا يستمر الجدل والخلاف فيها طويلا خاصة انه ينفي ذلك، إلا انه لم يتم سؤاله عن الأموال الموجودة في الخارج خاصة إعلان الحكومة السويسرية تجميد مبلغ أربعمائة وعشرة ملايين فرنك سويسري خاصة به وبابنيه علاء وجمال، وخمسة عشر آخرين من رجال نظامه.

'الاخبار' تشرح اسباب
رفض العفو عن الرئيس

لكن زميلنا في 'الاخبار' محمد عبدالحافظ كان أمس - الأحد - في حالة توتر شديد بعد أن سمع من يطالب بالعفو عن مبارك لأن العفو من شيمة الكرام، فقال رافضا ومفسرا أسباب الرفض: 'لا أجد أي فارق بين مبارك الرئيس المخلوع والسني أمين الشرطة الذي قتل 23 أمام القسم، فكلاهما قاتل ولكن يبدو أن مبارك لازال يحمل فوق رأسه ريشة، رغم انه لكي يدافع عن كرسي الرئاسة، أمر بقتل المتظاهرين الغلابة من شباب وأطفال وعجائز.
السني صدر حكم بتحويل أوراقه للمفتي تمهيدا لإعدامه، أما مبارك فيتحايل على القانون بمرضه ليظل قابعا في منتجع شرم الشيخ بجناح في مستشفى خمس نجوم.
لا يمكن أن نسمح بالتفوه بكلمة 'عفو' لسفاح يده ملوثة بدماء شعبه.
انقلوا مبارك للقاهرة فالشعب لم يعد يتحمل استمرار معاملته كرئيس، لن نهدأ قبل أن نأخذ ثأرنا من مبارك والعادلي ولعلها تكون بداية القضاء على الفوضى وعدم الأمان التي نعيشها!'.
اسباب طلب الامام توبة مبارك

والغريب في أمر مبارك هو انه رفض التوبة وطلب الصفح عما ارتكبه من أفاعيل في حق الشعب، وحكى الشيخ شعبان علي جاد خطيب مسجد النور بشرم الشيخ الذي انتدبته وزارة الأوقاف لإلقاء خطبة الجمعة في مسجد منتجع جولي فيل الذي تقع فيه فلل مبارك وعلاء وجمال، وذلك في حديث لـ'الأخبار' امس أيضا أجراه معه زميلانا أحمد مجدي، ومحمود كامل، قال فيه ان علاء وجمال كانا حاضرين: 'لم أتلق اية تعليمات بخصوص الخطبة على الإطلاق، ولكن من المفارقات انني كنت قد حضرت في هذا اليوم خطبة عن الثورة المصرية المباركة وأخلاق الثوار وقبل صلاة الجمعة بساعتين فوجئت بهذا التكليف لذا رأيت من الفطنة أن أغيرها الى موضوع آخر لأنه لكل مقام مقال، وبالفعل حولت دفة الخطبة الى 'التوبة' لأنني رأيت انه الموضوع الذي سيلمس بقوة من أخاطبهم وهم في أشد الحاجة له، وحرصت على الصلاة بآيات معينة تؤكد المعاني التي تناولتها الخطبة، ففي خطبة التوبة صليت بقوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحة عسى ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم.
وخرج مبارك بتسجيله الصوتي المستفز للعربية، بما لا يدع مجالا للشك أنه شخص كان فيه من العناد الكثير، ولو تاب من البداية واعتذر للشعب لسامحه المصريون ولكن صلفه وإصراره على الذنب أوصله الى ما هو فيه.
وأشرت أن البطانة السوء تؤدي بصاحبها إلى الهلاك كما تؤدي بالمجتمع ايضا الى الهلاك'.

خلاف حول مسؤولية السلفيين
عن تحطيم تمثال لعبد الناصر

وإلى المعارك الناشبة ضد فريق من إخواننا السلفيين، بسبب أفاعيلهم، وآخرها الشكوك التي حامت حول قيامهم بكسر رأس تمثال خالد الذكر في سوهاج، مما أثار استياء واسعا في المحافظة، واستدعت النيابة اثنين حامت حولهما الشكوك، وقال عن هكذا فعلة شنعاء زميلنا في 'الشروق' وأحد مديري تحريرها، عماد الدين حسين: 'لا اتهم شخصا أو تيارا محددا لكن هناك بلاغا تقدم به ناصر صديق الشيباني أمين الحزب الناصري بسوهاج اتهم فيه شخصين محددين هما عبد الله الشوشي إمام مسجد علي بن أبي طالب وعمر محمد الهواري بأنهما من حطما التمثال ليلا والناس نيام.
لنفترض أن عبد الناصر لم يكن زعيماً كبيرا، وكان رئيساً مختلفا عليه، أو كان كاتبا أو فنانا أو قائدا عسكريا، وأجمع الناس على إقامة تمثال له، فهل نقوم بهدمه؟
هل معنى ما حدث في سوهاج بالأمس ان يذهب البعض لهدم تمثال القائد العظيم الشهيد عبد المنعم رياض في التحرير، او تمثال أحمد شوقي أو تمثال أم كلثوم ومحمود مختار أو نصب للجندي المجهول أو أي رمز وطني؟
المسألة باختصار الآن أن الذي يحطم تمثالا لعبد الناصر أو ضريحا لأحد الأولياء أو كنيسة للإخوة المسيحيين أو يقوم بتنفيذ القانون بيده بعيدا عن الحكومة، يحارب الثورة لمصلحة نظام حسني مبارك'.

نقيب الصحافيين يصف السلفيين بالخفافيش

وإذا كان عماد أراد أن لا يتهم بعض السلفيين فقد هاجم في اليوم التالي - الأربعاء - زميلنا وصديقنا في 'الأخبار' ونقيب الصحافيين السابق جلال عارف بوصفه لهم بأنهم خفافيش، قال، وأسعدنا بما قال: 'هل تتصور - بجهلها المثالي - أنها ستنجح فيما فشلت فيه قوى كبرى جندت كل إمكانياتها على مدى أكثر من نصف قرن لمحاربة عبد الناصر حياً وميتاً، فلم تحصد إلا الخيبة لأنها كانت في الحقيقة تحارب الأمة العربية كلها وتصادر على حقها في الحرية والاستقلال والكرامة والوحدة.
الخفافيش لا تغفر للرجل أنه انحاز للعلم فأغلق الطريق أمام ما تمثله من شعوذة، وأنه اختار المستقبل بينما كانت - ومازالت - تريد إعادتنا الى كهوف التخلف وأنه وقف بالعدل وصحيح الدين ينصف الفقراء ويعيد الحقوق للعمال والفلاحين، وكان ذلك - عند الخفافيش - إثما عظيما!
قطعت الخفافيش الأذن وقيل من باب الغلط! وحاصرت دور العبادة واغتصبت المنابر ولم يتحرك أحد! وهددتنا بحرب أهلية من أجل عيون كاميليا وأخواتها، والآن تتنقل بنا الى حرب التماثيل، فيا أهلا بـ'تورا بورا' إذا لم تتحرك الدولة وتحاصر الفتنة وإذا لم تتوحد كل قوى المجتمع في مواجهة خفافيش الظلام!'.

اتهام الشيخ حسام بتكفير المسلمين
قبل ظهور محمد بن عبد الوهاب

طبعاً، لا بد من توحد كل قوى المجتمع لتسليط الأنوار الكاشفة على الخفافيش، وقد لبى النداء الدكتور محمد الحلفاوي وكتب مقالا في مجلة 'المصور' عن أحد أئمتهم، قائلاً عنه: 'ولد الشيخ محمد حسان في 8 ابريل 1962م بقرية دموه - مركز دكرنس - محافظة الدقهلية، حصل على بكالوريوس الإعلام - جامعة القاهرة، التحق بمعهد الدراسات الإسلامية ولكنه لم يكمل الدراسة به، سافر للسعودية بمساعدة الشيخ محمد صفوت نور الدين الرئيس الأسبق لجماعة أنصار السنة المحمدية وعمل مدرسا في كلية الشريعة وأصول الدين جامعة محمد بن سعود، فرع القصيم وكذلك خطيب بمسجد 'الراجحي' لمدة تزيد على 6 سنوات تتلمذ خلالها على يد ابن باز، وابن العثيمين وابن جبرين، وعبد القادر شيبة الحمد، يفخر بأن السعودية تستقبله رسمياً وتنتظره السيارة تحت الطائرة.
ويدافع عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب قائلا: 'الوهابية منسوبة الى رجل عالم رباني من العلماء الأفاضل، يقصد محمد بن عبد الوهاب - الذين منّ الله سبحانه وتعالى بهم على الأمة في وقت كانت أرض الجزيرة في حاجة إلى عالم رباني يرد الأمة الى توحيد الرب العلي ردا جميلا!'.
وهذا الكلام معناه ببساطة إما أن الشيخ محمد حسان يستخف بعقول مستمعيه وإما أن يجهل تاريخ الوهابية الأسود من تكفير وقتل وسحل للمسلمين من أهل الطائف وكربلاء وغيرهما، ومعناه ايضا ان الشيخ محمد حسان يتهم الأمة الإسلامية في عصر محمد بن عبد الوهاب بأنها كانت مشركة لا تعرف توحيد الرب العلي وجاء ابن عبد الوهاب يردها للتوحيد، ويصف ضريح السيد البدوي بالصنم.
ويقول: إنه يحج إليه في الليلة الأخيرة من مولده أكثر من ثلاثة ملايين حاج ويسخر قائلا: ويقولون إن السيد البدوي لو كان يحمي طنطا ويضر وينفع فعليهم بترك صندوق النذور مفتوحا وعدم غلقه بالأقفال! ويخلوا البدوي يحميه!
وهذا اتهام لـ3 ملايين مسلم بأنهم يفعلون أفعال الكفر!
ويزعم أن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة وضلالة'.
وعن الديمقراطية وموقف حسان منها يقول بكفر الديمقراطية: يجب على المسلمين وفورا - وأنت واحد منهم - أن يعودوا إلى الإسلام وأن يكفروا - وأنت واحد منهم - بجميع قوانين البشر من ديمقراطية، إلى آخر هذه القوانين الكافرة التي نحت شرع الله عز جل، وأعلت شرع البشر على شرع الله جل وعلا، يجب على جميع المسلمين - وأنت واحد منهم - ألا تذعن لهذا القانون على قدر ما استطعت 'فاتقوا الله ما استطعتم - التغابن، انظر شريط المستقبل لهذا الدين.
وحسان لا يدخر جهدا في التكفير، يكفر طه حسين ونزار قباني وغيرهما قائلا: لو كان حد الردة قد طبق على كلب واحد منهم ما رأيت ردة بعد ذلك'.

ابن الفنانة وفاء عامر يهتف أمامها حسني
مبارك يا طيار جبت منين سبعين مليار

وعودة إلى أهل الفن والثورة بعد أن غبنا عنهم مدة من الزمن، ولذلك فالعود أحمد، خاصة وأنه مع فنانات مثل الملكة نازلي، أو وفاء عامر التي قالت يوم الثلاثاء لزميلتنا في جريدة 'روزاليوسف' غادة طلعت: '- لم أكن مؤيدة ولا معارضة في بداية الأمر ولهذا لم أفتح باب شقتي وأنزل لميدان التحرير ولا حتى لمصطفى محمود لسبب واحد وهو أني لم أستوعب الحقيقة وسوف أحكي لك موقفاً غريبا حدث في ظل التظاهرات، في الأيام الأولى تعطلت المدارس ونزل ابني عمر للنادي وفوجئت به يعود للمنزل ويغني 'حسني مبارك ياطيار جبت منين سبعين مليار' فانزعجت وقلت له من قال لك هذا الكلام فتناقشت مع صديقتي ووجدت نفسي أفكر في حقيقة هذا الوضع وكتبت مباشرة على صفحتي على الفيس بوك على السيد الرئيس أن يوضح موقفه إذا لم يسرق أن يخرج عن صمته وإذا كان فعلها أن يتنحى؟ وبعدها قمت بعمل مداخلة مع خالد الغندور وقدمت فيها العزاء لأمهات الشهداء وطالبت شباب التحرير أن يقوموا بعمل ائتلاف يتحدث عنهم حتى نفهم مطالبهم لأن الإعلام المصري قام بتشويههم وظللنا وأقسمت ان اليوم الذي قال فيه مبارك لن أترشح طالبت في مداخلتي أن يكون عيدا للثورة وأطالب من لا يصدقني أن يعود للقناة ويستمع للمكالمة، كنت أقف فوق الكوبري وبجواري صديقتي 'ميرفت' ووقتها انفطر قلبي لأنني كنت أرى أشخاصا يلقون أكياساً بها زجاج مكسور على المتظاهرين.
وسئلت، يقال إن هناك عملاً فنياً يتم تحضيره عن سوزان مبارك هل تقبلين هذا الدور إذا تم عرضه عليك؟
فقالت: بالطبع أقبله وأعلنها أتمنى هذا الدور فهو دور مركب وشخصية غنية جدا وثرية، هذا الدور سوف يمتعني جدا وأشعر انني سوف أجيده جدا وهي شخصية تستحق التقديم ليس لتجميلها ولكن لكشف حقيقتها، هذه السيدة لا نعرف عنها شيئاً وكل ما نعرفه هي ثقافة مجالس وشائعات أريد أن أكشفها للناس هل هي جبارة كما يقولون، هل بالفعل اشترت قصر الرئاسة.
عندما قدمت نازلي أحبها الناس لأني كنت أدافــــع داخليا عنها لكن سوزان مبارك تحتاج الى سيناريو خاص ليرى العالم حقيقتها وسوف تكون هدية للمصريين'.
ياسبحان الله، المهم أن ابنها عمر هو نفس اسم حفيد مبارك، عمر ابن علاء.

رانيا محمود ياسين تصف
مشاركتها وزوجها في ميدان التحرير

ونترك وفاء في 'روز' لنتحول لمجلة 'الكواكب' لنكون مع الفنانة رانيا محمود ياسين وحديثها مع زميلنا خالد فرج الذي قالت فيه: '- أنا عمري ما أعمل نفسي بطلة وأقول بأني تواجدت بميدان التحرير منذ أيام الثورة الأولى، فهذا لم يحدث لعدة أسباب يأتي أبرزها خوف زوجي الفنان محمد رياض عليّ من التعرض لأي مكروه في حال نزولي لدرجة انه اقسم بعدم نزولي في ظل إلحاحي الشديد عليه برغبتي في النزول للتحرير ولكنني استجبت لرغبته بصفة مؤقتة مقدرة إرهاقه الشديد بعد تعرضه لقنابل مسيلة للدموع في يوم 28 يناير 'جمعة الغضب' أثناء وجوده بالإسكندرية حينها، وحينما عاد للقاهرة كان يتواجد تحت المنزل منذ المساء حتى عاد للقاهرة اليوم التالي بصحبة جيراننا ليحمونا من خطر البلطجية، في هذه الفترة ورغم ذلك حاولت في احدى المرات النزول للتحرير بدون علمه ولكنه 'ظبطني' ووعدني بالنزول في اليوم التالي وبالفعل أوفى بوعده.
- ما لا يعرفه الكثيرون انني رفضت الانضمام لمسيرة مصطفى محمود التي دعا إليها الدكتور أشرف زكي نقيب الممثلين السابق عقب خطاب مبارك الثاني الذي تعاطف معه أغلبية المصريين ماعدا أنا فأقسم بالله وهذا قسم سأحاسب عليه في الدنيا والآخرة بأنني لم أتعاطف مع مبارك مطلقاً في خطابه هذا نظرا لأن توقيت خطابه جاء متأخرا وتوقعت أن يتنحى وهو ما حدث لذا حينما أخبرني محمد بمكالمة دكتور أشرف له رفضنا معاً الانضمام لهذه المسيرة.
- لا أنكر بالتأكيد ان مبارك كان له موقف إنساني رائع مع والدي حينما تعرض لوعكة صحية منذ سنوات عديدة وكان مبارك أول من سأل عنه وأمر بعلاجه في الخارج على نفقة الدولة بحكم أن محمود ياسين رمز وقيمة فنية كبيرة وأنا في هذه الجزئية أشكره كإنسان ولكنني اتحدث عنه كرئيس دولة بعيدا عن أي أمور أخرى'.
alkouds