mardi 22 mars 2011

بعد 55 عاما من الاستقلال تونسيون يعيدون فهم معنى الاستقلال

بعد 55 عاما من الاستقلال تونسيون يعيدون فهم معنى الاستقلال


تونس- بشكل عفوي تجمع مئات الشبان بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة التونسية ملتحفين بأعلام وطنهم احتفالا بذكرى عيد الاستقلال الذي وصفه كثيرون بأنه ذو نكهة خاصة هذا العام بعدما انتزعوا حريتهم قبل أكثر من شهرين حين اطاحوا بالرئيس السابق زين العابدين بن علي.
وأحيت تونس ذكرى مرور 55 عاما على الاستقلال عن مستعمرتها السابقة فرنسا في أجواء غلب عليها الفخر والاعتزاز بحرية حرم منها التونسيين لعقود.

وقال رئيس الجمهورية المؤقت فؤاد المبزع في كلمة توجه بها للشعب التونسي "تخليد ذكرى الاستقلال هذه السنة يكتسي طابعا متميزا باعتباره يأتي على اثر قيام ثورة 14 جانفي (يناير) المجيدة التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالاستقلال في معانيه العميقة وتجلياته الطبيعية وقيمه الكونية".

ولم تكن أغلب الاعياد الوطنية تمثل شيئا له دلالات كبرى لفئات واسعة من التونسيين. لكن هذا العام تغيرت الامور وتجمعت مشاعر الكرامة والحرية والفخر لدى التونسيين.

وقال جلال وهو تونسي وهو متلحف بعلم تونس بصحبة ابنه لرويترز "عمري 46 عاما وعشت 23 عاما تحت نظام بورقيبة و23 عاما مع بن علي ولكن لم أعش مثل اللحظات من الاعتزاز بالوطن".

وأضاف "اليوم أعدت من جديد اكتشاف الاستقلال وفهم معاني ودلالات النشيد التونسي".

ويقول تونسيون انهم اصبحوا معتزين كثيرا بوطنهم بعد أن اطاحت ثورة 14 يناير بالرئيس السابق بن علي الذي حكم البلاد 23 عاما بقبضة من حديد. وانتشرت عدوى الثورة التونسية بسرعة إلى مصر التي أعلن رئيسها التنحي عن الحكم بعد ثلاثة عقود في المنصب.

وتشهد الان اليمن والبحرين وسوريا وليبيا احتجاجات عنيفة تطالب بتغيير الانظمة وتحقيق اصلاحات سياسية اسوة بما حصل في تونس ومصر.

وكتبت شابة اسمها سعاد على شبكة الفايسبوك تقول "العالم لن ينسى من اين بدأت هذه الثورات العربية... افتخروا يا توانسة لقد غيرنا وجه العالم.. نحن اليوم حققنا الاستقلال الفعلي.. استقلال مفعم بمعاني الحرية والعزة والكرامة والثورة".

وفي اجتماع حاشد للمعارضة لم يكن مسموحا به عادة في عهد الرئيس السابق قالت مية الجريبي الامين العام للحزب الديمقراطي التقدمي ان عيد الاستقلال هذا العام له نكهة خاصة.

واضافت للصحفيين "عيد الاستقلال لم يعد له اي معنى لولاء لللاشخاص.. اصبح عنده معنى ثوري... انه ايضا فرصة لمواجهة التحديات المقبلة التي نواجهها".

وفي مثل هذه الاعياد خلال فترة حكم بن علي عادة ما تزين البلاد بالاعلام وصور الرئيس السابق وتتحدث وسائل الاعلام باطناب عن انجازات بن علي. أما اليوم فقد بثت وسائل الاعلام أغاني وطنية وعبر مستعمون لاذاعات عن فخرهم الكبير.

وأمام المسرح البلدي بالعاصمة ردد مئات الشبان المحتفلين بعيد الاستقلال النشيد الوطني وبكى اخرون تأثرا بهذه المناسبة.

وقالت سلوى عياري لرويترز "انه شعور رائع ان تحس بان وطنك عاد لك بعد غربة استمرت سنوات.. انه يوم عظيم.. انه اول عيد نحتفل به بعد ثورة 14 من يناير التي لم نحتفل بها نظرا لتدهور الوضع الامني انذاك."

وتعهد قادة غربيون في برقيات تهاني بالمناسبة بدعم الانتقال الديمقراطي في تونس

وقال رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما "انها أول ذكرى للاستقلال بعد ان أخذ الشعب التونسي بكل شجاعة وبصفة سلمية مستقبله بين يديه وشرع في مرحلة جديدة للانتقال نحو الديمقراطية".
t3
kouds