RETOUR DES TUNISIENS IMMIGRES EN LIBYE

تونسيون عائدون من ليبيا مستاؤون من سلطات بلادهم

تونس ـ ا ف ب: حال ترجله من الطائرة في مطار العاصمة التونسية فارا من الفوضى في ليبيا، صب احمد جام غضبه على السلطات التونسية التي قال انها 'لا تهتم بالمواطنين التونسيين في ليبيا' الذين 'يتعرضون لمضايقات'.
وقال 'لقد قبعت ثلاثة ايام في مطار طرابلس، لم يهتم موظفو الخطوط التونسية بنا، كانوا مهتمين باخلاء اقاربهم اولا والعاملين في السفارة' التونسية بطرابلس.
وكان احمد ضمن 200 تونسي تمكنوا الثلاثاء من مغادرة ليبيا حيث عبر بعض التونسيين عن مخاوف من ان يدفعوا ثمن الانتفاضة التونسية التي ادت الى تداعيات سريعة في العديد من البلدان العربية. وغادر اكثر من 5700 تونسي وليبي ليبيا برا للجوء الى تونس الاثنين والثلاثاء، بحسب ما افاد الهلال الاحمر التونسي على الحدود بين البلدين معربا عن مخاوف من مخاطر 'كارثية' لتدفق كبير للاجئين على تونس. وروى احمد العامل الزراعي (27 عاما) في منطقة طرابلس الذي لم يكن يحمل الا حقيبة صغيرة جمع فيها البعض من اغراضه الشخصية 'ان الجزائريين الذين التقيتهم في مطار طرابلس قالوا لي انه تم اخلاؤهم مجانا الى بلادهم في حين نشطت السوق السوداء بين التونسيين للحصول على تذكرة عودة'.
وقال ان صاحب المزرعة التي كان يعمل فيها رفض ان يدفع له مستحقاته قبل رحيله، وقال 'كان صاحب العمل طيبا معي وفي ايام معدودة انقلب علي وبدأ يحمل مسؤولية الفوضى في ليبيا للتونسيين'.
وقال عبد العزيز وهو تونسي آخر يعمل في شركة في سبها (800 كلم جنوبي العاصمة الليبية) ان الوضع اصبح في الايام الاخيرة قبل سفره 'لا يطاق'. واوضح 'اصبحت علاقاتنا مع الليبيين سيئة في الايام الاخيرة، بعض التجار اصبح يرفع ثمن بضاعته مرتين او ثلاثا حين يبيعني لمجرد كوني تونسيا'.
وقال ان بعض الليبيين 'يسخر من ثورتنا ويقول ان الثورة الوحيدة هي ثورة القذافي'. وروى فريد (مهندس - 38 عاما) الذي قدم من طرابلس ان العاصمة الليبية 'اصبحت تحت سيطرة مليشيات اللجان الثورية' عماد النظام الليبي. وقال 'انهم يتحكمون بالمدينة ولا يفرقون بين ليبيين واجانب ولا يتورعون عن كسر ابواب المنازل او توقيف الناس لكنهم 'يستهدفون' بشكل اكبر التونسيين، على حد قوله.
وقالت حليمة (35 عاما) التي فرت مع زوجها من طرابلس انها 'صدمت' بتغير سلوك الليبيين تجاه التونسيين البالغ عددهم نحو 50 الفا في ليبيا. وقالت 'عاملونا مثل معاملة المصابين بوباء، كان عناصر اللجان الثورية يطرقون ابواب المنازل ويطلبون من التونسيين ان يرحلوا'. وقال ناصر العامري (40 عاما) وهو مدرس في سبها انه لا يجب 'تعميم' الاحكام.
واوضح 'ساعدني ليبيون على المغادرة والبلاد تمر بفترة من التوتر يمكن ان تحصل فيها كل التجاوزات'. واكد انه على العكس 'الليبيون فخورون بما جرى في تونس'. وقالت شركة الخطوط التونسية الثلاثاء انها حصلت على اذن من السلطات الليبية لمتابعة اخلاء التونسيين الراغبين في مغادرة ليبيا. ووصلت ثلاث رحلات للخطوط التونسية من طرابلس ورحلتان من سبها مساء الثلاثاء.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال هادي نادري المسؤول في الهلال الاحمر لمنطقة بن قردان، اول مدينة تونسية بعد الحدود مع ليبيا، ان '7500 تونسي وليبي هربوا من ليبيا واجتازوا الحدود بين البلدين في راس جدير الاثنين والثلاثاء. وهم مستمرون في الوصول'.
واضاف هذا المسؤول على الحدود بين البلدين 'بعد كلام القذافي امس، ثمة خطر كارثي' بحصول هجرة كثيفة. وقال 'ننتظر وصول الاف اللاجئين الليبيين الذين سيدخلون تونس. نتوقع الاسوأ'.
واعلن الزعيم معمر القذافي مساء الثلاثاء في كلمة استغرقت اكثر من ساعة، انه اعطى اوامره الى الجيش للقضاء على الثورة التي يواجهها في الداخل، داعيا انصاره 'بالملايين الى تطهير ليبيا شبرا شبرا'، ومؤكدا انه لن يتنحى وسيقاتل حتى 'آخر قطرة دم' لديه.