vendredi 18 février 2011

LYBIE

عشرات القتلى والجرحى في تظاهرات مناهضة للقذافي في مدينة البيضاء الليبية


طرابلس ـ وكالات: قتل 10 اشخاص في مدينة البيضاء شمال شرق ليبيا الاربعاء خلال مواجهات دارت بين قوات الامن ومتظاهرين، في حين دعي الليبيون الى المشاركة الخميس في 'يوم غضب' ضد نظام العقيد معمر القذافي الحاكم منذ قرابة 42 عاما.
واكدت مواقع الكترونية معارضة ومنظمات غير حكومية ليبية مقرها في الخارج أمس الخميس ان 10 متظاهرين معارضين للنظام قتلوا الاربعاء والخميس برصاص قوات الامن في مدينة البيضاء (1200 كلم شرق طرابلس).
وقالت منظمة 'ليبيا ووتش' المدافعة عن حقوق الانسان ومقرها في لندن ان 'قوات الامن الداخلي ومسلحي اللجان الثورية فرقوا تظاهرة سلمية للشبان في مدينة البيضاء مستخدمين الرصاص الحي' مما ادى الى 'مقتل اربعة اشخاص على الاقل واصابة عدة آخرين'. واشارت مواقع معارضة اخرى بينها موقع 'ليبيا اليوم' ومقره في لندن الى سقوط اربعة قتلى من المتظاهرين بالرصاص الحي. ونقلت منظمة 'هيومن رايت سوليداريتي' ومقرها في جنيف عن شهود قولهم ان قناصة متمركزين على السطوح قتلوا 13 متظاهرا واصابوا عشرات آخرين بجروح.
واظهرت تسجيلات فيديو نشرت على الانترنت عشرات الشبان الليبيين المتجمعين الليل الماضي في مدينة البيضاء وهم يرددون 'الشعب يريد اسقاط النظام' وذلك بينما كانت النيران تشتعل في احد المباني في حين بدت الشوارع خالية من عناصر الشرطة.
ووجهت نداءات عبر موقع فيس بوك للمشاركة الخميس في 'يوم غضب' ضد نظام العقيد معمر القذافي الذي يحكم البلاد بيد من حديد منذ قرابة 42 عاما.
الا ان التظاهرات بدأت قبل ذلك، كما في بنغازي (الف كلم شرق طرابلس) حيث اصيب 38 شخصا بجروح ليل الثلاثاء الاربعاء.
واندلعت هذه التجمعات المعادية للسلطة، وهي نادرة في ليبيا، بتأثير من حركة الاحتجاجات الشعبية التي اطاحت بالانظمة في تونس ومصر. والخميس بدت الاوضاع هادئة في العاصمة طرابلس حيث تعتزم السلطات تنظيم تظاهرة موالية لها بهدف استعراض قوتها.
وفي هذا الاطار بدأ عشرات المتظاهرين الموالين للنظام منذ الصباح الباكر بالتوجه الى الساحة الخضراء في وسط العاصمة التي تقاطرت اليها ايضا حافلات مدرسية تقل تلامذة في المدارس الثانوية. وعمدت السلطات الى تعزيز اجراءاتها الامنية بعض الشأن في الطرق الرئيسية المؤدية الى طرابلس، في حين كانت حركة السير في العاصمة اخف من العادة.
ودعا كل من الاتحاد الاوروبي ولندن ومنظمة العفو الدولية سلطات البحرين الاربعاء الى تفادي اللجوء الى القوة، في حين طلبت الولايات المتحدة من ليبيا 'اتخاذ اجراءات محددة تستجيب لتطلعات شعبها وحاجاته وآماله'.
وليل الاربعاء ارسلت شركتا 'لبيانا' و'المدار' المشغلتين للهاتف الجوال في ليبيا رسائل نصية قصيرة من 'شباب ليبيا' تحذر من المشاركة في تظاهرات مناوئة للنظام.
وجاء في هذه الرسائل 'من شباب ليبيا الى كل من تسول له نفسه المساس بالخطوط الحمراء الاربعة، تعال وواجهنا بأي ميدان أو شارع ببلادنا الحبيبة. شباب ليبيا'، مشددين على ان 'الخطوط الحمراء' هي معمر القذافي ووحدة الاراضي الليبية والاسلام وأمن البلاد. ومنذ الاربعاء يتظاهر مئات المتظاهرين الموالين للنظام في بنغازي وسرت (شرق) وسبها (جنوب) وطرابلس، بحسب مشاهد بثها التلفزيون الحكومي.
وحذرت اللجان الثورية، العمود الفقري للنظام، ومعقل الحرس القديم انها لن تسمح لمجموعة 'تتحرك في الليل' بـ'سرقة مكتسبات الشعب الليبي والعبث بأمن ليبيا واستقرارها'.
وقد خرج عدة مئات من أنصار القذافي في العاصمة الليبية امس الخميس للتصدي لدعوات التظاهر.
وقالت منظمة 'هيومان رايتس ووتش' التي تتخذ من نيويورك مقرا لها ان السلطات الليبية ألقت القبض على 14 ناشطا وكاتبا ومحتجا كانوا يعدون للاحتجاجات المعارضة للحكومة كما وردت تقارير غير مؤكدة عن سقوط قتيلين في مدينة بشرق ليبيا.
وقال مراسلون ان المؤيدين للقذافي خرجوا الى الميدان الأخضر في العاصمة طرابلس بالقرب من المدينة التاريخية القديمة وهتفوا بشعارات مؤيدة للقذافي والثورة.
ونقل عن القذافي قوله يوم الأربعاء إن 'الثوار' سينتصرون لكنه لم يتحدث عن الاضطرابات.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) عن القذافي قوله ان من وصفهم بالأعداء والدمى في يد الولايات المتحدة واسرائيل سيسقطون كما تسقط أوراق الشجر في الخريف. كما نقلت 'بي.بي.سي' عن مصدر ليبي رفيع لم تسمه قوله ان ليبيا لن تسمح لمجموعة من الناس بالعمل في الظلام والعبث بأمن ليبيا.

اقالة القرضاوي

وسعيا منها لاحتواء الوضع أقالت وزارة الأمن العام امس الخميس مدير أمن محافظة الجبل الأخضر العميد حسن القرضاوي وذلك على خلفية مقتل شابين بمدينة البيضاء شرق العاصمة طرابلس . وذكرت صحيفة 'قورينا' على موقعها على شبكة الانترنت أن الوزارة كلفت العقيد فرج البرعصي بمهام مدير الأمن بـ'شعبية 'محافظة الجبل الأخضر. يشار إلى أن الشابين خالد الناجي خنفر وسعد اليمني قتلا الاربعاء خلال مواجهات في مدينة البيضاء أدت أيضا الى إصابة عدد من الأشخاص بجروح.
وقالت الصحيفة إن هذه الأحداث انطلقت مساء الاربعاء من سوق شعبي لبيع الملابس يقع في أطراف المدينة وتحديدا بحي فاطمة الزهراء الذي يبعد قرابة 7 كلم عن وسط المدينة.
وأضافت الصحيفة أن أسباب خروج التظاهرة هي 'أجواء التوتر التي سادت عند الباعة بالسوق جراء الضغوطات الإجرائية والروتينية المعتادة التي مارسها أفراد الحرس البلدي عليهم الذين قاموا بإغلاق هذه المحلات لدواع إجرائية بحتة'.
وتابعت أن 'الأمور تطورت عقب ذلك لتتسع دائرة الشغب والاحتجاج' وتنتقل إلى 'منتصف المدينة وحدث ما حدث من اشتباك واعتداء على قسم المرور الرئيسي بالمدينة بالإضافة إلى قسم السجل المدني وأمانة المؤتمر الشعبي للشعبية ومركز شرطة (مدينة) البيضاء'.
وتحدثت الصحيفة عن 'خسائر مادية تمثلت في إحراق العديد من سيارات الشرطة والسيارات الخاصة بالمواطنين'الذين تمكنوا من حماية مقر المصرف التجاري الوطني بعد أن شكلوا سدا منيعا للحيلولة دون وصول المتظاهرين إليه 'مضيفة أن المتظاهرين حاولوا كذلك اقتحام مقر فرع جهاز الأمن الداخلي بالمدينة.
وذكرت الصحيفة انه جرى امس الخميس تشييع القتيلين من مسجد عثمان بن عفان في البيضاء، حيث دعا خطيب المسجد الشيخ محمد الدرناوي جموع المصلين إلى الحرص على أمن المدينة وسلامة سكانها. وفي رد فعلها على الاحداث دعت الولايات المتحدة الاربعاء ليبيا الى الاستجابة لتطلعات شعبها.

الولايات المتحدة

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية فيليب كراولي ان 'دول المنطقة تواجه المشاكل نفسها في مجال الديموغرافيا والتطلعات الشعبية والحاجة الى اصلاحات'. واضاف 'نحن نشجع هذا البلد على اخذ اجراءات محددة تستجيب لتطلعات شعبها وحاجاته وآماله. ليبيا تندرج من دون ادنى شك في هذه الخانة'.
وبحسب منظمة العفو فان هؤلاء المتظاهرين كانوا يطالبون بالافراج عن خمسة اشخاص اعتقلوا بسبب دعوتهم الى التظاهر أمس الخميس للمطالبة بإجراء 'اصلاحات سياسية'، وقد افرج عن اثنين منهم في حين لا يزال الثلاثة الآخرون موقوفين.
وتجنب كراولي الرد على سؤال لأحد الصحافيين حول ما اذا كان يعتبر الزعيم الليبي معمر القذافي، عميد الزعماء العرب الذي يحكم البلاد بيد من حديد من 42 عاما، 'دكتاتورا'.
وفي 2008 عينت واشنطن اول سفير لها في طرابلس منذ 1972، وذلك بعدما دفعت الحكومة الليبية تعويضات لأسر الضحايا الامريكيين الذين سقطوا في ثمانينيات القرن الماضي في هجمات حملت واشنطن ليبيا المسؤولية عنها.
وقطعت العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وطرابلس في 1981 ولم تستأنف الا في 2004 حين تخلت ليبيا عن سعيها للحصول على اسلحة دمار شامل.

qpt