vendredi 25 février 2011

احتفالات كبرى في بنغازي ابتهاجا بـ'تحريرها من القذافي'

احتفالات كبرى في بنغازي ابتهاجا بـ'تحريرها من القذافي'
الآلاف في الشوارع يطلقون الألعاب النارية ويوزعون الأطعمة

بنغازي (ليبيا) ـ رويترز: هيمنت الاحتفالات امس الأربعاء على مدينة بنغازي مهد الانتفاضة الشعبية في شرق ليبيا حيث خرج الآلاف إلى الشوارع وأطلقوا الألعاب النارية ووزعوا الأطعمة.
وقال حسام ابراهيم شريف مدير المركز الصحي في بنغازي لمراسل رويترز إن نحو 320 شخصا قتلوا في بنغازي التي قادت التحدي المتنامي لحكم القذافي الذي بدأ قبل 41 عاما للبلاد.
واحتشد المحتجون في الشوارع ولوحوا بالأعلام ذات الألوان الأحمر والأخضر والأسود والتي تعود إلى عهد ما قبل القذافي ووزعوا الحلوى والعصائر على السيارات المارة التي أطلقت أبواقها ابتهاجا أيضا. ورقص الناس وهللوا وعزفوا الموسيقى.
وإلى جوار المباني التي بدت عليها آثار أعمال العنف رفع رجل صورة لرأس القذافي على جسد خنزير بينما جابت شاحنات الشوارع وهي محملة بمعارضي الزعيم الليبي وهم يهللون فرحا.
وكتب على لوحة إرشادية للمدينة 'بن علي.. حسني.. معمر' واضعة اسم القذافي إلى جوار اسمي رئيسي تونس زين العابدين بن علي ومصر حسني مبارك اللذين أطيح بهما في انتفاضتين شعبيتين.
وقال وزير الخارجية الايطالي امس الأربعاء إن محاولات القذافي المستميتة لسحق الانتفاضة ضد حكمه أسفرت عن مقتل ما يصل إلى 1000 شخص وقسمت ليبيا. وجرى إحراق سجن وتحطيم أبوابه ونوافذه بضواحي بنغازي وكتب باللون الأحمر 'لا للتدمير.. نعم للحرية'.
وتوجهت شاحنات محملة بسلع تشير علامات عليها على أنها تبرعات إلى وسط المدينة.
وعلى الطريق إلى بنغازي دوت أصوات نوبات من إطلاق النار حول مدينة المرج في شرق البلاد وحمل مبنى محترق - كتب عليه 'يسقط الطاغية' - آثار الانتفاضة ضد القذافي.
وكتب شعار 'هذه ثورة الشباب' على جدار قرب بنغازي التي شكلت انتفاضتها أول تحد لسلطة الزعيم الليبي.
وكانت هناك شاحنة محترقة في وسط حقل زهور صفراء وحشائش خضراء في السهول الخصبة على الطرف الشرقي لمرتفعات الجبل الأخضر قرب ساحل البحر المتوسط. وسمعت أصوات إطلاق نار من بعيد بدا أنها احتفالية لكن من الممكن أن تكون مرتبطة بعمليات سطو أو انتقام في منطقة يمتلك فيها الكثيرون أسلحة.
وعرضت تلفزيون سكاي نيوز البريطاني لقطة لصواريخ مضادة للطائرات فيما قال إنها قاعدة عسكرية مهجورة قرب مدينة طبرق.
واصطفت السيارات في صفوف طويلة أمام محطة للوقود تابعة لشركة ليبيا للنفط القابضة (اويليبيا) وهو مشهد معتاد في ليبيا حتى قبل الانتفاضة في الدولة وهي منتج كبير للنفط يشكو فيه السكان من أنه رغم ثروته الهائلة من النفط والغاز تتعرض المناطق النائية للاهمال.
وكتب محتجون على جدار أحد المباني أيضا أنهم كسروا حاجز الخوف ولن يتراجعوا. وباشر رعاة الاغنام في المناطق الرعوية الواقعة على الطريق شرق المرج أعمالهم امس مع عدم وجود مؤشر يذكر على الاحتجاجات التي شهدتها البلاد والتي توعد القذافي بالقضاء عليها.
وقاد الرعاة قطعان الماعز على جانبي الطريق. وفي بلدات صغيرة مثل العزيات على الطريق بين طبرق وبنغازي إلى الجنوب من الجبل الأخضر جلس رجال وتجاذبوا أطراف الحديث في المقاهي. وكانت هناك مشاهد مماثلة في أماكن أخرى.
ولم يكن هناك وجود للشرطة أو الجيش.
وقال عامل لم يذكر اسمه في محطة للخدمات في الخروبة وهي بلدة صغيرة بين طبرق وبنغازي على أطراف الصحراء الليبية 'لا يوجد أثر هنا. حدث كل هذا في المدن مثل بنغازي وطبرق'.
وداخل المحطة كان هناك رجال يحتسون الشاي وبدت الأوضاع عادية في البلدة.
وتوقفت حافلات صغيرة محملة بعمال مصريين وسوريين عائدين من بنغازي للاستراحة في المحطة وقالوا إنهم لم يفروا من الأحداث بل إنهم سيعودون لبلادهم في الوقت الراهن لأن كل الأعمال توقفت.
وقال سوري عمره 40 عاما 'الوضع طيب في بنغازي. ليس هناك خطر الآن'.
وقال مصري في أواخر العشرينات من العمر لرويترز 'نتمنى أن نعود الى هنا. اعتدنا على الحياة هنا.. هذا البلد أحسن لنا.. ولا يمكن أن ننساه'.
وقال ضباط جيش في مدينة طبرق بشرق البلاد والذين ما زالوا يرتدون أزياءهم العسكرية لكن أعلنوا عدم ولائهم للقذافي إن المنطقة الشرقية لم تعد تحت سيطرة الزعيم الليبي.
وشهدت المنطقة الشرقية انتفاضة ضد القذافي عام 1996 وهو نفس العام الذي شهد مذبحة بسجن أبو سليم في طرابلس والتي قتل خلالها نحو ألف سجين الكثير منهم كانوا من منطقة بنغازي. ولجأ القذافي إلى المقاتلات للقضاء على التمرد على حكمه في الجبل الأخضر عام 1996.