vendredi 18 février 2011

BAHREIN

البحرين: مقتل 4 و60 مفقودا... والجيش ينشر مدرعاته بالعاصمة.. وزراء خارجية الخليج يجتمعون

احمد المصري
المنامة ـ وكالات ـ لندن ـ 'القدس العربي': داهمت الشرطة البحرينية محتجين معتصمين في دوار (ميدان) اللؤلؤة بوسط العاصمة المنامة فجر امس الخميس وقتلت اربعة أشخاص على الاقل في الوقت الذي انتشرت فيه دبابات وشاحنات عسكرية في محاولة للحكومة لانهاء ثلاثة ايام من المظاهرات، فيما قالت وكالة الانباء القطرية ان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي سيجتمعون في البحرين لمناقشة الاضطرابات في المملكة. وأعلنت قوة 'دفاع البحرين' امس الخميس انها ستتخذ 'تدابير صارمة ورادعة' لحفظ مصالح البحرين.
وقال الناطق الرسمي باسم القيادة العامة لقوة الدفاع البحرينية انه سيتخذ 'كافة التدابير الصارمة والرادعة لبسط الأمن والنظام العام وتحقيق الاستقرار حرصا على مصالح الوطن ومقدراته'.
وناشد الناطق 'كافة المواطنين والمقيمين الابتعاد عن التجمهر في المناطق الحيوية وسط العاصمة لما يسببه ذلك من تأثير بالغ على حركة السير وإثارة الخوف والفزع بين مرتادي المنطقة ويؤدي إلى حدوث أزمات مرورية، ما يترتب عليه تعريض حياة المواطنين والمقيمين للخطر والإضرار بمصالحهم'.
وقال نائب شيعي معارض في برلمان البحرين ان نحو 60 شخصا فقدوا بعد ان داهمت الشرطة المحتجين المعتصمين في دوار (ميدان) اللؤلؤة فجر امس الخميس.
وسئل النائب ابراهيم مطر عن السبب وراء استقالة أعضاء الكتلة الذين يشغلون 17 مقعدا من مقاعد البرلمان البالغ عددها 40 مقعدا فأرجع ذلك الى المداهمة التي قامت بها الشرطة خلال الليل. وقال ان اعضاء الكتلة يشعرون ان هناك قرارا اتخذ بإيذاء الناس.
وطالبت المعارضة البحرينية الخميس باستقالة الحكومة غداة تفريق السلطات بالقوة للاعتصام والتظاهرات المطالبة بالاصلاح، حسبما افاد زعيم المعارضة الشيعية الشيخ علي سلمان لوكالة فرانس برس. واكد الشيخ علي سلمان، الخميس لوكالة فرانس برس الانسحاب 'الكلي والنهائي' لنواب الجمعية من مجلس النواب البحريني.
ونظم حوالي أربعة آلاف طبيب وممرض ومسعف بحريني مظاهرات امس الخميس أمام مستشفى السلمانية في العاصمة المنامة وهو المستشفى الحكومي الوحيد في المملكة تنديدا بقرار من وزير الصحة يمنع استخدام سيارات الإسعاف في نقل ضحايا الاحتجاجات التي تشهدها البلاد.
وذكر مراسل وكالة الأنباء الألمانية 'د.ب.أ' في البحرين أن الشرطة أوقفت سيارة ستة مسعفين لدى توجههم لنقل مصابين واعتدت عليهم بالضرب. تقدم المتظاهرين الأطباء والممرضون وانضم إليها أعداد من المواطنين المطالبين بالإصلاح. وقد استقال الناشط الحقوقي البحريني عبد الله الدرازي من لجنة حقوق الانسان البحرينية الحكومية احتجاجا على الممارسات الشرطية، بينما تجولت بعض المدرعات في الشوارع.
ونشرت القوات البحرينية عشرات المدرعات العسكرية امس الخميس على مشارف دوار اللؤلؤة حيث فضت السلطات بالقوة خلال الليل اعتصاما مطالبا بالاصلاح، فيما تظاهر المئات امام المستشفى الرئيسي في المنامة مطالبين 'باسقاط النظام'.
وخرج الوف البحرينيين (معظمهم محتجون شيعة) الي الشوارع هذا الاسبوع مستلهمين ما حدث في مصر وتونس للمطالبة بأن يكون للشعب كلمة في بلد تسكنه غالبية شيعية وتحكمه اسرة من الاقلية السنية. ووقع أول انشقاق في النظام البحريني امس، بعد استقالة مسؤول بوزارة الخارجية وناشط حقوقي شهير من منصبيهما الحكوميين احتجاجا على عملية القمع الأخيرة للمتظاهرين.
وقدم كل من نزار البحارنة، وزير دولة للشؤون الخارجية، وعبد الله الدرازي، الذي كان مكلفا بالإشراف على لجنة مصالحة وطنية، احتجاجا على تصرفات الحكومة. وأظهرت مقاطع فيديو بثتها شبكة الإذاعة والتليفزيون البريطانية 'بي.بي.سي' الشرطة وهي تجلي آلاف المتظاهرين، ومن بينهم عدد كبير من النساء والأطفال انضموا للمتظاهرين الاربعاء عقب مراسم جنائزية لضحية سقطت في وقت سابق.
وقالت وزارة الداخلية البحرينية في صفحتها في موقع تويتر على الانترنت 'قوات الامن تخلي دوار اللؤلؤة من المعتصمين فيه' وإن 'شارع الملك فيصل مغلق حاليا على كلا الجانبين'.
وقال المتحدث الرسمي للوزارة في رسالة سابقة على الصفحة 'التجمع بدوار اللؤلؤة لم يستوف الاجراءات القانونية وترتب عليه أزمات مرورية وتعطيل مصالح الناس وإرباكهم'. وطالبت الاربعاء جماعة المعارضة الشيعية الرئيسية في البحرين بدستور جديد للمملكة ينقلها إلى الديمقراطية. وقال الشيخ علي سلمان الأمين العام لجمعية الوفاق في مؤتمر صحافي إنها لا تسعى لإقامة دولة دينية وإنما لإقامة ديمقراطية مدنية يكون فيها الشعب مصدر السلطة. وأضاف أنه لعمل ذلك هناك ضرورة لدستور جديد.
وأدى التباين الطائفي بين الاسرة السنية الحاكمة في البحرين ومعظم مواطني المملكة وهم شيعة إلى توترات متفرقة خلال التسعينيات من القرن العشرين ويحظى استقرار البحرين بمراقبة عن كثب في وقت تعصف فيه حركات الاحتجاجات الشعبية بدول الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
والبحرين منتج صغير للنفط وهي معرضة للتوتر أكثر من معظم دول الخليج العربية التي دفع حكامها من ثرواتهم النفطية لشراء الهدوء السياسي. والبحرين تعيش فيها أغلبية شيعية وتنظر السعودية اكبر مصدر للنفط الخام في العالم والولايات المتحدة إلى الأسرة الحاكمة السنية بها على أنها حصن في مواجهة إيران.
وأصدر ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة دستورا جديدا قبل نحو عشر سنوات يمنح مواطني المملكة المزيد من الحقوق السياسية لكن المعارضة تقول إنه لم يقدم ما يكفي لضمان الديمقراطية. ويعين الملك الحكومة حاليا كما أن نحو ثلثي الوزراء من أسرة ال خليفة الحاكمة.
ويطالب المتظاهرون ملك البحرين بإقالة عمه خليفة بن سلمان آل خليفة الذي يتولى منصب رئيس الوزراء منذ تأسيس الدولة الحديثة عام 1971. ويقول أعضاء جمعية الوفاق إنهم يريدون انتخاب رئيس الوزراء. وثار غضب المحتجين بعد مقتل اثنين منهم خلال مظاهرات هذا الاسبوع وقتل الثاني في اشتباكات أثناء جنازة القتيل الاول. وهتف المحتجون أمام المستشفى شعار 'الشعب يريد إسقاط النظام' الذي كان المتظاهرون المصريون يرددونه.
وقدم الملك حمد تعازيه إلى أقارب القتيلين اللذين قتلا يومي الاثنين والثلاثاء وقال إن لجنة ستحقق في الامر. وتقول الحكومة البحرينية إنها اعتقلت أشخاصا يشتبه بأنهم يقفون وراء القتل.
وقال المتظاهرون الذين عبروا أمس عن ثقتهم في أنهم آمنون في دوار اللؤلؤة إنهم لم يتصوروا أن تقتحم الشرطة المنطقة وتفرق اعتصامهم بالقوة. وقال أحد المتظاهرين 'لم يكن هناك اي تحذير.. كان الامر يشبه بالهجوم على عدو. كان الناس نائمين في سلام'. وطالبت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ، كاثرين أشتون، بوقف العنف ضد المتظاهرين في البحرين. وقالت متحدثة باسم أشتون في بروكسل امس الخميس إنه يتعين على الحكومة البحرينية مراعاة وحماية الحقوق الأساسية للمواطنين، 'التي من بينها الحق في التجمهر السلمي'. وأكدت المتحدثة ضرورة التعامل مع رغبات المواطنين عن طريق الحوار.
وحث وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ جميع الأطراف في البحرين على تجنب العنف، ودعا الشرطة البحرينية إلى ممارسة ضبط النفس في التعامل مع المتظاهرين المطالبين بالاصلاح.
وقال هيغ في بيان أمام مجلس العموم (البرلمان) امس الخميس 'نقلنا قلقنا إزاء هذه الأحداث ومستوى العنف إلى حكومة البحرين، وتحدثت هذا الصباح إلى وزير الخارجية البحريني (الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة) كما تحدث سفيرنا في المنامة إلى وزير الداخلية (الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة) للتشديد على ضرورة العمل السلمي لمعالجة مطالب المتظاهرين، وأهمية احترام الحق في التظاهر السلمي وحرية التعبير'.
ودعا الحكومة البحرينية إلى 'التحرك بسرعة لتنفيذ التزامها بفتح تحقيق شفاف حول الوفيات السابقة وتوسيعه ليشمل الأحداث والمزاعم المتعلقة بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان'. ودان وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله استخدام الشرطة للعنف ضد المتظاهرين المعارضين للنظام في البحرين. ودعا فيسترفيله المسؤولين في البحرين إلى وقف استخدام العنف فورا وحماية المحتجين بشكل أفضل. وقال فيسترفيله اليوم الخميس في برلين: 'إنهم (المتظاهرين) يمارسون حقوقهم فقط'.
واعربت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون عن 'قلقها الشديد' ازاء الوضع في البحرين ودعت المنامة الى التحلي 'بضبط النفس' في مواجهة المتظاهرين وذلك اثناء محادثة هاتفية مع نظيرها البحريني، كما اعلن مسؤول امريكي الخميس.
ووصفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) البحرين الخميس بأنها شريك مهم لكنها دعتها إلى ضبط النفس، وقال الكولونيل ديف لابان المتحدث باسم البنتاغون 'بوصفها حليفا منذ فترة طويلة ومقرا للأسطول الخامس الأمريكي.. البحرين شريك مهم .. وتراقب الوزارة عن كثب التطورات هناك'. وأضاف 'ندعو أيضا جميع الأطراف إلى التحلي بضبط النفس والامتناع عن العنف'.
ودعا بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة امس الخميس قادة البحرين الى عدم اللجوء للعنف ضد المدنيين والصحافيين. وقال بان للصحافيين 'التقارير الواردة ليلا من البحرين تثير قلقا شديدا'. وأضاف إنه منزعج للأساليب العنيفة التي تستخدم لتفريق المتظاهرين.
ودانت منظمة العفو الدولية 'أمنستي إنترناشنال' امس الخميس إخلاء السلطات البحرينية لمخيم احتجاج في قلب العاصمة المنامة بالقوة. وقال مالكوم سمارت مدير مكتب 'أمنستي إنترناشنال' في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا: 'مرة اخرى ترد السلطات البحرينية على احتجاج مشروع باستخدام القوة المميتة ودون إنذار.. يجب أن يوقفوا حملاتهم المتواصلة ضد الناشطين الداعين للإصلاح'.